عمر عبدالرحمن: الفوز على اليابان مفتاح التأهل للإمارات

الأخبار

“لا نفكر سوى بتكرار الفوز على اليابان.. سيكون المفتاح الرئيسي للمضي على طريق التأهل لكأس العالم”

كثيرون يعرفون النجم الإماراتي عمر عبدالرحمن، فإذا سألت من يراقب لعبه سيتفق الأغلبية على أنه يمثل حالة فريدة من نوعها بين اللاعبين العرب، فأسلوبه يبدو سهلا للزملاء سواء في فريق العين أو المنتخب الإماراتي، ولكنه حتما أداء “السهل الممتنع” على أي منافس، فهو يُصعّب مهام من يفكر في فرض الرقابة عليه أو منعه من التحرك. أما الوجه الآخر لهذا النجم خارج الملعب تجده مفعما بالحياة لا يترك فرصة إلا ويبث فيها السعادة على وجوه عشاقه ومحبيه كما يفعل في الملعب، فتراه يتبادل الحديث مع الجميع ولا يتوانى عن التقاط صور الـ”سيلفي” بل ويضفي عليها الكثير من المتعة لتبقى لحظة خالدة لعشاقة.

وبما أنه يتخذ من كرة القدم مهنة له فهو لا يتوانى عن بذل الجهد والعرق في التدريبات حاله كباقي الرفاق في “الأبيض” الإماراتي الذي يستعد الآن في مدينة العين لاستقبال منتخب اليابان في بداية مرحلة الإياب من تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم روسيا 2018 FIFA، وقبل أن يدخل عمر في حالة تركيز تام لخوض هذه المواجهة الكبيرة.

التحلي بالثقة لتكرار التفوق
استهل الإماراتيون مشواره في الدور الثالث بانتصار جاء على حساب اليابان بين جماهيره وفوق أرضية ملعبه، كان استهلال مثاليا على طريق التأهل، أنهى الفريق مرحلة الذهاب وبجعبته 9 نقاط متساويا مع أستراليا ومتأخراً بنقطة واحدة فقط خلف المتصدرين السعودية واليابان (كلاهما 10 نقاط)، ولذلك ترى عمر وزملاءه مدركون لأهمية هذه المواجهة بالتحديد “نعم، كل المباريات مهمة بلا شك، ولكن هذه هي المفتاح للمضي قدما. لن ننظر لفوزنا ذهابا، كانت صفحة رائعة وطويناها الآن، لكنها تعطينا الثقة بقدرتنا على تجديد التفوق على اليابان. تفكيرنا منصب بشكل كبير على حصد النقاط الثلاث، ستمكننا من تجاوزهم والإقتراب من الصدارة أكثر”.

يضيف عموري “نعوّل على عدة أسلحة لكسب اللقاء، اللعب على أرضنا وبين جماهيرنا التي تدعمنا دوما بكل قوتها، الإهتمام الرسمي والشعبي كبير ويحفزنا لبذل الغالي والنفيس من أجلهم. لدينا روح التحدي والقدرة على القتال طيلة دقائق المباراة، علينا استثمار كل ذلك”.

لا يبدو عمر والإمارات بعيدين عن المنطق، فواقع المواجهات الأخيرة أمام اليابان يثبت ما ذهب إليه، ففي نهائيات آسيا 2015 قدم “الأبيض” أداء مثاليا في ربع النهائي وصمد بذكاء طيلة 120 دقيقة، تقدم بهدف مبكر عبر علي مبخوت ورغم قبوله التعادل المتأخر، إلا أنه حافظ على تركيزه وهزم “الساموراي” بركلات الترجيح في الطريق لاحتلال المركز الثالث. وفي مواجهة الذهاب من هذه التصفيات لم يتأثر بقبول الهدف الأول، وقلب الطاولة بهدفين سجلهما الهداف أحمد خليل، إذن فكل العوامل تتيح لأصحاب الأرض تسجيل إنتصار جديد، يقول عبدالرحمن هنا “هذا الجيل من اللاعبين يملك خبرة كبيرة، فقد خضنا الكثير من المباريات ذات المستوى التنافسي العالي، وهذا يعزز ثقتنا في التعامل مع كافة الظروف، ويكفينا حافز بلوغ نهائيات كاس العالم لكي نقدم أقصى ما نملك”.

الأفضل في آسيا
منذ سنوات وعموري يقدم أداء أقل ما يقال عنه “بالسحري” ففي كل مباراة سواء مع العين أو المنتخب تراه يقدم لمحات إبداعية لا مثيل لها، ورغم أنه يقوم بدور صانع اللعب لكنه يعشق هز الشباك سواء من الكرات الثابتة أو الإختراقات السريعة التي لا تقاوم من المنافسين. ولذلك يصنف عمر من بين نخبة النخبة في القارة الآسيوية، وكانت نهاية العام 2016 بمثابة الإعتراف الرسمي بأنه الأفضل، فعلاوة على أداءه مع المنتخب ساهم بشكل رئيسي ببلوغ ناديه العين نهائي دوري أبطال آسيا الذي خسره أمام جيونبوك، ولكن بعد أيام من خسارة اللقب جاء تتويجه بجائزة أفضل لاعب في آسيا مستحقا بلا أدنى شك، يؤكد قائلاً “الفوز بالألقاب الفردية مهم لكل لاعب، فهي تمنحه الدعم والحافز لمواصلة تقديم أفضل ما لديه في كل مرة يظهر فيها فوق المستطيل الأخضر. كنت سعيدا بهذا التتويج الذي جاء ثمرة العمل المضني طيلة الأعوام الماضية. هدفي الآن مساعدة منتخب بلادي للتأهل لكأس العالم”.

يذهب الكثيرون لمقاربة أداء ولمحات عموري بما يقدمه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وقد أطلق على عمر لقب “ميسي الخليج”. ولكن يبدو أن شغف عمر بكرة القدم لا يتوقف أبداً حيث يقول هنا “أتابع الكثير من المباريات في أسبانيا، إنجلترا إضافة لإيطاليا وألمانيا. الأداء الذي تقدمه الفرق الكبيرة هناك جدير بالمتابعة، وعلى سبيل الذكر برشلونة وريال مدريد ونجميهما ميسي وكريستيانو. لكن إذا سألتني عن قدوتي في اللعب فحتماً سأختار زين الدين زيدان وأندريس إنييستا”.

لم تسنح الفرصة لعموري أن يشاهد ما تحقق لمنتخب بلاده بوصوله لكأس العالم إيطاليا 1990، فقد ولد بعد عام من ذلك الحدث التاريخي، ولكن لتحفيز نفسه منذ الصغر فقد استعرض أشرطة المباريات “عندما كبرت وبدأ عشقي لكرة القدم شاهدت تلك المباريات وهي حتما تحكي قصة تاريخية للكرة الإماراتية، من الجميل أن يتعرّف الجيل الجديد على تلك الأسماء الكبيرة التي قادت الإمارات لكأس العالم، لقد سطروا أسمائهم بأحرف من ذهب”.

بلا شك فإن عمر يعلم تماما أن هذه هي فرصته وبقية الرفاق لتكرار تلك المشاركة التاريخية وترجمة آمال كل الإماراتيين التواقين لرؤية المنتخب الوطني في العرس العالمي “لدينا رغبة جامحة للتأهل، مهمتنا ليست سهلة ولكن سنسعى لتحقيق حلم الملايين.. كأس العالم الحلم الذي يراودني من سنوات.. سأحققه بتوفيق من الله”.

FIFA.com