هزاع بن زايد: الخزان الاستراتيجي للمياه خطوة نحو تحقيق الأمن المائي
27.Jan.2018
قال نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان “إن الخزان الاستراتيجي الكبير الذي تم إنجاز معظم أعمال بنائه وتشغيله في ليوا بمنطقة الظفرة بأبوظبي هو إنجاز كبير وخطوة عملاقة نحو تحقيق الأمن المائي المستدام”.
وأكد أن توجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومتابعة ممثل الحاكم في منطقة الظفرة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، كان لها الدور الأكبر في تحقيق مبدأ الاستدامة في قطاع الماء والكهرباء، بما يواكب خطة أبوظبي 2030 واستراتيجية الأمن المائي 2036 لدولة الإمارات العربية المتحدة الهادفة إلى ضمان استدامة واستمرارية توفير المياه وتحقيق رخاء المجتمع وازدهاره واستدامة نمو اقتصاد البلاد.
وشدد الشيخ هزاع بن زايد على أن مستقبل الموارد المائية في أبوظبي وتأمين المصادر لتوفير إمدادات المياه في الدولة يشكلان أحد الأولويات التي تحظى باهتمام القيادة الحكيمة ومتابعتها الدائمة.
وجاء ذلك في تصريح له بعد الزيارة التي قام بها لمشروع الخزان الاستراتيجي الكبير للمياه في ليوا بمنطقة الظفرة والذي يعد أضخم مشروع في العالم لتخزين المياه العذبة ويضم شبكة تتكون من 315 بئراً تمتد تحت رمال صحراء ليوا وبقدرة تخزين تتجاوز 5.6 مليار غالون من المياه العذبة.
وذلك بحضور وزير دولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي والأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الدكتور أحمد مبارك المزروعي، ورئيس مكتب أبوظبي التنفيذي جاسم محمد بوعتابه الزعابي، والقائد العام لشرطة أبوظبي اللواء محمد خلفان الرميثي، ورئيس دائرة التخطيط العمراني والبلديات فلاح محمد الأحبابي والأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي رزان خليفة المبارك ومدير عام هيئة مياه وكهرباء أبوظبي بالإنابة الدكتور سيف صالح الصيعري وعدد من القيادات الحكومية.
وأثنى الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان على الجهود التي بذلتها هيئة مياه وكهرباء أبوظبي في تنفيذ المشروع الكبير الذي يشكل إضافة مهمة لمنجزاتها في هذا القطاع الحيوي.
وأشار إلى أن الهيئة بما تمتلكه اليوم من طاقات كبيرة على مستوى الخبرات البشرية والفنية وقدراتها الإنتاجية من الكهرباء والماء قادرة على مواصلة مسيرة التفوق والنجاح لضمان تحقيق مبدأ الاستدامة في هذا القطاع.
وأشاد بالشراكات القائمة بين مؤسسات الدولة وكبرى الشركات العالمية في تنفيذ المشاريع الحيوية والمهمة نظراً لما تحظى به دولة الإمارات من مكانة مرموقة على المستويين الاقليمي والدولي.
ويذكر أن هيئة مياه وكهرباء أبوظبي أعلنت سابقاً عن استكمال أعمال هذا المشروع الاستراتيجي على هامش انطلاق أعمال أسبوع أبوظبي للاستدامة مؤكدة بلوغ القدرة التخزينية الكاملة للخزان وبدء التشغيل الفعلي للمشروع بنجاح وذلك بسحب جزء من المياه المخزنة من حوض التخزين إلى شبكة نقل المياه بنهاية 2017، حيث يضم حوض التخزين حاليا أكثر من 26 مليون متر مكعب من المياه أي ما يعادل 5.6 مليار غالون مما يتيح توفير إمدادات مياه الشرب عند الحاجة.
ويسهم المشروع في تعزيز الأمن المائي في إمارة أبوظبي من خلال نقل المياه المحلاة من محطات التحلية عبر شبكة الأنابيب وحقنها في نظام الخزانات الجوفية البالغة 315 بئراً تصل أعماقها إلى 80 متراً حيث يتم ترشيح مياه التحلية لحقنها فوق طبقة المياه الجوفية في الأحواض عبر نظام أنابيب ممتد تحت الأرض وذلك بفعل الجاذبية كقوة دافعة، مما يحقق رفاهية المجتمع على المدى الطويل من خلال المحافظة على موارد المياه الجوفية وتنميتها مع إدراك الحاجة إلى تطوير المزيد من مشاريع الحقن والاسترجاع لتوفير المياه بمرونة يمكن معها تلبية احتياجات مختلف القطاعات.
وتجدر الإشارة إلى أن تكلفة مشروع التخزين الاستراتيجي للمياه العذبة في ليوا تقدر بـ 1.61 مليار درهم في واحدة من أكثر المناطق جفافاً في العالم ولا تتجاوز نسبة هطول الأمطار السنوية فيها 10 سم لضخ أكثر من 40 مليون غالون من احتياطيات المياه العذبة يوميا من شأنها تعزيز إمدادات مياه الشرب عند الحاجة.
ويتجاوز إجمالي طول خطوط الأنابيب لهذا المشروع 300 كم يبلغ قطر أكبرها 1.2 متر وقد تم نقل أجزاء خطوط الأنابيب إلى الصحراء وتجميعها باستخدام تقنية لحام عالية الدقة مع تطبيق أعلى درجات المراقبة والمتابعة والفحص الدقيق للتأكد من جودة مناطق اللحام وعدم تسريبها للمياه باستخدام تقنيات التصوير بالأشعة السينية وإجراء تجارب لفحص قدرتها على تحمل الضغط العالي للمياه التي تتدفق داخلها على مدى السنوات الـ 50 المقبلة على الأقل.
وتم خلال المشروع الاستعانة بمواد صديقة للبيئة حسب أعلى المواصفات الهندسية والملائمة للمنطقة في كافة مراحل إنشاء وتنفيذ المشروع، فقد تم عزل حوض التسرب بمواد وقائية ومزيج من الحصى وبعض المواد المختارة الأخرى حيث تتميز تلك الحصى بمسامها الكبيرة التي تمكنها من توزيع المياه بالتساوي وضمان ترشيحها بصورة أفضل كما تم تسييج حرم الحوض بواسطة سياج ثلاثي من سعف النخيل لإنشاء منطقة عازلة لحماية المياه الجوفية وتفادي أي تلوث للمياه الجوفية المخزونة بينما يتم تشغيل معدات الرصد والمراقبة باستخدام ألواح الطاقة الشمسية.
24.ae