يتمتعان بأفضل المواصفات والتجهيزات الرياضية.. ملعبا “زايد الرياضية” و”هزاع بن زايد” وجهة أبطال العالم في ديسمبر

14.Nov.2017

تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم بعد أيام قليلة إلى دولة الإمارات التي تستعد لاستقبال نجوم الساحرة المستديرة والأندية أبطال القارات في العرس الكروي لبطولة كأس العالم للأندية الإمارات FIFA 2017 في الفترة من 6 إلى 16 ديسمبر القادم.

ولأن هذه البطولة العالمية الأغلى للأندية الأبطال، ليست بغريبة على الإمارات التي أبهرت العالم باستضافتها عامي 2009 و2010، فإن تجديد منح الدولة شرف استضافة نسختي 2017 و2018 هو تأكيد على المكانة الرياضية المميزة التي حققتها الإمارات وتعزيز للثقة الكبيرة من الاتحاد الدولي “الفيفا” في قدرة الإمارات وما تتمتع به من بنية تحتية متكاملة وتجهيزات رياضية تضاهي الأفضل عالمياً على ابهار العالم مجدداً بنسخة ناجحة من مونديال الأندية.

وعند ذكر استضافة الإمارات للبطولات الرياضية الكروية الكبرى يتبادر للأذهان فوراُ اسم ملعب مدينة زايد الرياضية، هذا الصرح الرياضي الشامخ الذي يحمل اسم المغفور له بإذن الله، الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو الملعب الذي كان شاهداً دوماً خلال تاريخه الطويل، الذي تجاوز الثلاثة عقود منذ تدشينه في عام 1980 على منافسات أبرز البطولات والفرق الوطنية والأندية وكبار النجوم حول العالم، إلى جانب احتضانه لعدد من أكبر الفعاليات الترفيهية والفنية والاحتفالات الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأقيمت على أرضية هذا الملعب-الذي يشكل جزءاً من مدينة رياضية متكاملة تمتد على مساحة 109 هكتارا، نهائيات بطولة آسيا لكرة القدم 1985، وبطولة آسيا للشباب 1986، وكأس الخليج العربي لعامي 1982، و1994، وكأس آسيا 1996، والمباراة الافتتاحية والختامية لبطولة كأس العالم للشباب FIFA في عام 2003. كما لعبت على أرضه عدة أندية عالمية أمثال مانشستر يونايتد ونوريتش سيتي الانجليزيين، وأندية سبارتاك موسكو، وآنجي ماخاشكالا، وكراسنودار الروسية، وجيونبوك كوريا الكوري الجنوبي، وكوبنهاجن الدنماركي، وهامبورغ الألماني وغيرها من الفرق العالمية، كما استضاف مباريات عدة منتخبات عالمية من أوروبا، وآسيا، وأفريقيا.

رمز رياضي عريق ووجهة للأبطال

يجسّد ملعب مدينة زايد الرياضية، بداية عصر النهضة الكروية في دولة الإمارات، حيث أصبح عند افتتاحه أحد أكبر ملاعب كرة القدم في المنطقة والملعب الأكبر على الإطلاق في دولة الإمارات بسعة أولية بلغت حوالي 60 ألف متفرج، تم تخفيضها على مدار السنوات الثلاثين الماضية ضمن أعمال التجديد والصيانة لتتجاوز سعته 43 ألف متفرج موزعة على 42،355 مقعدا للجمهور على مستويين، و1،056 مقعدا لفئة كبار الشخصيات، و380 مقعدا للمؤسسات، و132 مقعدا للمنصة الداخلية، و50 مقعدا للمقصورات الملكية، و277 مقعدا لمنطقة الإعلاميين.

واستقبل الملعب في عام 2016 حوالي 1.3 مليون زائرا، كما بلغ أكبر حضور جماهيري في مدرجاته 43،050 متفرجا خلال نهائي بطولة كأس العالم للأندية الإمارات FIFA 2009، التي شهدت تتويج بطل أوروبا فريق برشلونة الإسباني باللقب، بعد تغلبه على بطل أمريكا الجنوبية استوديانتس الارجنتيني بهدفين لهدف.

وتعد مدينة زايد الرياضية أحد أبرز المعالم الرياضية في دولة الإمارات، حيث تم تخليد مكانتها عبر تجسيدها في العملة الإماراتية من فئة الـ 200 درهم. ويشكل ملعب مدينة زايد الرياضية، جزءاً من منظومة متكاملة من المرافق الرياضية التي تضمها المدينة الرياضية مثل صالة التزلج على الجليد، وصالة البولينج، وملاعب التنس الأرضي، وملاعب الرجبي وغيرها من المرافق.

ومع احتضان دولة الإمارات لبطولة كأس العالم للأندية الإمارات FIFA 2017، فإن ملعب مدينة زايد الرياضية يواصل كتابة التاريخ الرياضي لدولة الإمارات باستقبال أبطال العالم وسحرة كرة القدم من مختلف أرجاء المعمورة، فبين جنباته سيمتّع رونالدو المتوّج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لسنوات متعددة ورفاقه من نجوم الميرنغي الإسباني ريال مدريد عشاق فنون كرة القدم، كما سيكتب نجوم الجزيرة الإماراتي صفحة جديدة في التاريخ المشرق لفخر أبوظبي، وسيعزز تواجد بطل أفريقيا المتوّج مؤخراً باللقب، الوداد البيضاوي المغربي مشاركة الفرق العربية في البطولة، وسترفع مشاركة أبطال آسيا وأمريكا الجنوبية والكونكاكاف رفقة الأبطال الآخرين من اثارة المنافسة على الكأس العالمي الأغلى للأندية أبطال القارات.

استعدادات شاملة لمونديال الأندية

شهد ملعب مدينة زايد الرياضية العديد من أعمال الصيانة والتجديد على مدار تاريخه الطويل، بما ضمن جاهزيته واستعداده الكبيرين لاستضافة كافة البطولات الكروية الكبرى التي أقيمت على أرضه بنجاح فاق دوماً كافة التوقعات. وخضع الملعب في إطار الاستعداد لمونديال الأندية 2017 لتحسينات شاملة في مناطق الضيافة و الأعمال الداخلية والخارجية للمقصورات الملكي، و إعادة زرع أرض الملعب بأجود أنواع البذور، لتوفير أرضية انسيابية وطرية تتناسب مع المعايير العالمية “للفيفا”، و كذلك

منطقة مقاعد كبار الشخصيات، وإنشاء منطقة لمقاعد الإعلاميين، بالإضافة لتطوير منطقة المشجعين، وتحديث اللوحات الإرشادية للجمهور، وترقية التجهيزات الأمنية، وتجديد المرافق العامة ودورات المياه، وغيرها من أعمال التطوير التي ستضمن استضافة الإمارات لنسخة جديدة أكثر نجاحاً وابهاراً من كأس العالم للأندية.

وأتت أعمال الصيانة الحالية لتضاف لقائمة التجديدات التي عايشها الملعب خلال السنوات الماضية مثل تلك التي تمت قبيل بطولة كأس العالم للأندية 2009 والتي شملت تجهيز غرف جديدة لتبديل الملابس للاعبين، وتركيب لوحات إرشادية للجمهور، وتحديث المرافق العامة، وتجديد المقصورات الملكية، وتركيب أنظمة إضاءة متطورة لأرضية الملعب لضمان أفضل تجربة مشاهدة كروية للجمهور، وإضافة لوحين إلكترونيين متطورين لعرض النتائج على جانبي الملعب-وكان ذلك تم في عام 2003.

أما على صعيد التجهيزات الفنية، فيبرز اسم ملعب مدينة زايد الرياضية مجدداً كأحد أعلى ملاعب كرة القدم تجهيزاً سواءً على مستوى الدولة أو المنطقة، فهذا الرمز الرياضي الإماراتي يتمتع بثلاث لوحات إعلانات إلكترونية تفاعلية متطورة لعرض الرسائل الإعلانية للرعاة، تتوزع في زوايا مشاهدة مريحة لكافة المتفرجين في الملعب، ويضم نظاماً صوتياً داخلياً متكاملاً يتيح التواصل الصوتي الفعّال مع الجمهور الحاضر، كما تغطي أرضيته إضاءة حديثة ومتناسقة تتماشى مع أفضل معايير نقل الفعاليات بتقنية التصوير التلفزيوني عالي الدقة.

استاد هزاع بن زايد “استاد العام” لعام 2014

لم يأت تتويج استاد هزاع بن زايد في مدينة العين بلقب أفضل استاد كرة قدم لعام 2014 من فراغ، فهذا الصرح الرياضي الاجتماعي يعد تحفه معمارية وهندسية رائعة، ويتميز بأرقى وأحدث المواصفات التصميمية التي جعلته من أكثر الملاعب تطوراً وتجهيزاً في المنطقة والعالم. فقد تم افتتاحه رسمياً في مايو 2014 باستضافة مباراة احتفالية بين فريقي العين ومانشستر سيتي المتوج بلقب الدوري الإنجليزي، وذلك بعد استكمال أعماله الانشائية في فترة قياسية لم تتجاوز 17 شهراً، وهو الملعب الرئيس للزعيم العيناوي فريق العين الأول لكرة القدم.

وتبلغ مساحة الاستاد 45 ألف متر مربع وبارتفاع يبلغ 50 متراً، ويتسع لـ 25 ألف مقعدا تتوزع بشكل مدروس لتوفير أفضل رؤية للجمهور على ثلاثة طوابق، تم تخصيص 3000 مقعدا منها للدرجة المميزة بالإضافة لمقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث كان أعلى حضور جماهيري في الاستاد خلال مباراة العين والهلال السعودي في سبتمبر 2014 التي سجلت حضور 24،204 متفرج.

ويُعد ستاد هزاع بن زايد أول ستاد في العالم صٌمم خصيصاً بشكل يتيح توفير الظل الكامل لجميع المشجعين طبقا لتصميمه الإنشائي المتقدم وباستخدام مظلة سقف متحركة لتغطية الملعب والمقاعد عند الحاجة، الأمر الذي تم باتباع مواصفات عدة فريدة وغير مسبوقة تم تطويرها تقنياً وهندسياً وفق أحدث التقنيات لتعزيز انسيابية حركة الهواء، عبر تصميم سقفه لتغطية الملعب ومقاعد الجمهور في موسم الصيف الحار وأثناء مباريات الموسم الكروي والفعاليات الرياضية المخلفة المقامة على أرضه.

وتتضمن الجوانب الهندسية الإبداعية للإستاد تصميم الواجهة الأمامية برؤية تصميمية مستوحاة من شكل ساق شجرة النخيل ذات الدلالات والمكانة الخاصة في الثقافة والعادات المحلية للإمارات، لربط هوية الاستاد بالتراث الإماراتي الغني، إلى جانب استخدام تقنيات إضاءة حديثة وصديقة للبيئة لإضاءة أكثر من 600 لوحة تشكل الهيكل الخارجي للتصميم، لتعكس أناقة وتفرّد الملعب بلون أبيض ناصع نهاراً، ومتلألئا ليلاً بإضاءة ساحرة باللونين البنفسجي والأصفر اللذان يمثلان ألوان نادي العين، بالإضافة لإمكانية تزيين الواجهة الخارجية بألوان وتصاميم تتماشى مع مختلف المناسبات والأحداث الوطنية.

واستضاف الاستاد خلال السنوات القليلة الماضية العديد من الفعاليات المجتمعية والاحتفالات الوطنية وعدة فرق عالمية وعربية لكرة القدم أمثال مانشستر سيتي الانجليزي، وهامبورغ الألماني، وروما الايطالي، وانترلخت فرانكفورت الألماني، والأهلي والزمالك المصريين، والهلال والأهلي السعوديين. كما احتضنت أرضيته عدداً من المباريات الدولية ضمن تصفيات كأس آسيا وعددا من المباريات الودية لمنتخبات مثل اليابان، ودولة الإمارات، والمملكة العربية السعودية.

ويعد الاستاد جزءاً من مشروع تطوير حضري ضخم متعدد الاستخدامات يشمل مناطق مجتمعية واسعة تغطي مساحة 500 ألف متر مربع وتضم فندقا يضم 172 غرفة، و700 وحدة سكنية ضمن مساحات خضراء خلابة، ومبنيين للمكاتب، ومركز رياضي متكامل، ومحلات تجارية و50 مطعما ومقهى.

استعدادات الاستاد العيناوي للبطولة

شهد استاد هزاع بن زايد تنفيذ عدة أعمال تطويرية لضمان جاهزيته الكاملة لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم للأندية الإمارات FIFA 2017 شملت تركيب توصيلات متطورة جديدة لدعم عمليات البث التلفزيوني بتقنية “4 كي” فائقة الوضوح، والتي يتم تطبيقها لأول مرة في ملعب رياضي بالدولة، وتركيب أنظمة إضاءة “إل إي دي” حديثة متوافقة مع معايير الإضاءة “الفئة السادسة” للاتحاد الدولي “الفيفا” بما يتيح التحكم المتزامن بالعروض الضوئية المترافقة مع عروض الفيديو والعروض الصوتية، و تطبيق مبادرة “هتاف” في الاستاد التي تتيح للجماهير الاستماع بالتعليق المباشر على المباريات من خلال موجات “إف إم” الإذاعية.

وسيقوم الاستاد خلال البطولة بفتح 4 بوابات رئيسة أمام الجمهور، و18 بوابة داخلية لضمان الدخول والخروج السلس والآمن لكافة الجماهير. كما تم نقل المركز الإعلامي من الطابق السفلي تحت الأرض إلى الطابق الخامس في الاستاد، بما يضاعف سعته الاستيعابية.

منظومة أمنية متكاملة

يتمتع كل من ملعب مدينة زايد الرياضية واستاد هزاع بن زايد بأعلى مواصفات الأمن والسلامة بما يتماشى مع معايير الاتحاد الدولي “الفيفا”، كما يضمان مجموعة تجهيزات وتقنيات متكاملة لضمان تأمين أمن المباريات وتحقيق سلامة الجمهور الحاضر داخل وخارج الملعب. وشهد ملعب مدينة زايد الرياضية تحديث غرفة التحكم المركزية لتزويدها بأحدث المعدات والتجهيزات التي تجعلها قادرة على التواصل الفعّال مع كافة مكونات وفرق العمل داخل الملعب، ومراقبة أرضية الملعب ومقاعد الجماهير، حيث تشمل التحضيرات الأمنية استخدام حواجز مؤقتة بطول كيلومترين، ومشاركة أكثر من 500 شخص في عملية تأمين سلامة مختلف مرافق الملعب والاعبين والجمهور الحاضر، واستخدام 56 مسارا لتسهيل حركة مرور الجماهير عبر بوابات الدخول، وتوفير 60 مسار خروج لإخلاء الملعب في زمن قياسي عند الطوارئ.

أما استاد هزاع بن زايد فيضم غرفة مراقبة حديثة مرتبطة بأكثر من 500 كاميرا مراقبة تغطي كافة جوانب الاستاد، و14 مخرجا في حالات الحريق، و10 بوابات للجمهور. كما يستخدم الاستاد حواجز أمنية بطول كيلومتر، وحوالي 550 شخص لتأمين أمن وسلامة الملعب والجمهور واللاعبين خلال كل مباراة.

توزيع المباريات على ملعبي البطولة

تقام مباريات كأس العالم للأندية الإمارات FIFA 2017 في أرضية ملعب مدينة زايد الرياضية في العاصمة أبوظبي، واستاد هزاع بن زايد في مدينة العين خلال الفترة من 6 إلى 16 ديسمبر. ويستضيف استاد هزاع بن زايد المباراة الافتتاحية للبطولة بين الجزيرة، بطل دوري الخليج العربي الإماراتي، وأوكلاند سيتي، بطل أوقيانوسيا يوم 6 ديسمبر الساعة 9 مساءً.

وتقام مباراتا الدور الثاني في ملعب مدينة زايد الرياضية في أبوظبي، حيث تجمع المباراة الأولى بين باتشوكا المكسيكي، بطل الكونكاكاف والوداد البيضاوي المغربي، بطل أفريقيا في الساعة 5 مساءً، وتجمع المباراة الثانية بين بطل آسيا و الفائز من المباراة الافتتاحية بين الجزيرة الإماراتي وأوكلاند سيتي في الساعة 8:30 مساءً.

ويختتم استاد هزاع بن زايد في العين المباريات المقامة على أرضه يوم 12 ديسمبر باحتضان لقاء تحديد المركز الخامس في الساعة 5 مساءً، وأولي مباراتي نصف النهائي في الساعة 9 مساءً بين الفائز في المباراة الأولى للدور الثاني وبطل أمريكا الجنوبية. بينما تقام ثاني مباريات نصف النهائي في ملعب مدينة زايد الرياضية يوم 16 ديسمبر الساعة 9 مساءً بين بطل أوروبا ريال مدريد الإسباني والفائز من ثاني مباريات الدور الثاني. وتختتم مباريات البطولة يوم 16 ديسمبر في ملعب مدينة زايد الرياضية بإقامة مباراة تحديد المركز الثالث في الساعة 5 مساءً، والمباراة النهائية في الساعة 9 مساءً.

المصدر: ADSC

WordPress Image Lightbox Plugin